بدء أعمال اللقاء التشاوري الدولي لبحث التسوية في باريس
03 / 06 / 2016
بدأت في العاصمة الفرنسية باريس الجمعة، أعمال لقاء تشاوري دولي يعقد على مستوى أربعة وعشرين وزير خارجية دولة بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزراء خارجية من أربع دول عربية.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لدى افتتاحه اللقاء، إن خيار السلام يخص الإسرائيليين والفلسطينيين وحدهم، وإن مبادرة فرنسا يمكن أن تساعد في توفير ضمانات لاتفاق دائم وثابت.
وأضاف أن “عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن تأخذ في الاعتبار التغييرات الكبيرة التي شهدتها مجمل المنطقة”.
وأكد هولاند أن “الخيار الشجاع من أجل السلام يعود في نهاية الأمر إلى الفلسطينيين والإسرائيليين”.
من جانبه، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت بأن تنظيم المؤتمر يأتي لكون أن “الحوار المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يأتي بنتائج”.
وعقب إيرولت في تصريحات صحافية على انتقادات الحكومة الإسرائيلية لهذا الجهد بالقول: “اليوم كل شيء عالق، ونحن لا نريد أن نحل مكان الفلسطينيين والإسرائيليين بل نريد مساعدتهم”.
وبدوره، استعرض وزير خارجية مصر سامح شكري في كلمته في اللقاء الدولي، المراحل التاريخية التي مرت بها عملية السلام وجهود المجتمع الدولي للوصول إلى تسوية حقيقية للقضية الفلسطينية.
كما تحدث عن رؤية مصر للتوصل إلى حل عادل وشامل لها والذي يرتبط بها استقرار منطقة الشرق الأوسط، على بما يفضي إنهاء إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد ضرورة التزام المجتمع الدولي بما قطعه من وعود لإخراج الدولة الفلسطينية من إطارها النظري والقانوني لتصبح واقعا ملموسا يعيشه الفلسطينيون ويتعايش معه الإسرائيليون بسلام، وشدد على أن تحقيق الاستقرار يتطلب الموازنة بين الشرعية وتوازن المصالح.
وأشار شكري إلى أن حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول ما يمكن تحقيقه من تفاهم في المنطقة حال إيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية يحقق آمال الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، يوفر أرضية ملائمة لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة كلها.
وأكد ضرورة أن تتعاون واشنطن وموسكو والدول الأوروبية مع دول المنطقة لتحريك العملية السلمية باتجاه الحل، موضحا استعداد مصر لبذل كل جهد ممكن سواء فيما يتعلق بالعمل على تهيئة الأجواء الفلسطينية أو فيما يخص العمل على تفعيل مبادرة السلام العربية، متوجها بالشكر إلى الرئيس فرانسوا اولاند وللحكومة الفرنسية، معبراً عن التقدير العميق لعقد هذا الاجتماع.
وأعاد شكري مطالبة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التاريخية إزاء استحقاقات السلام ومتطلباته، مشيرا إلى ضرورة أن ينظم المجتمع الدولي علاقاته بما يسمح بتعامل فعال مع التحديات المشتركة التي تواجهه.
ويعقد اللقاء بموجب المبادرة الفرنسية الرامية إلى عقد مؤتمر دولي للتسوية الخريف المقبل، علما أن السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي لم يتم دعوتها للقاء اليوم.
وتقول فرنسا إن اللقاء الوزاري سيبحث مبادرتها للتسوية السلمية والترتيب للقمة الدولية التي يفترض أن تعقد لاحقا لإطلاق مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وعشية اللقاء قال مسؤول أمريكي إن واشنطن لم تتخذ اي قرار حول القيام بدور ما في إطار المبادرة الفرنسية وأن كيري لا يحمل في جعبته اي اقتراحات جديدة.
من جهته كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى لقائه وزير الخارجية الفنلندي تيمو سويني الليلة الماضية في القدس المحتلة، معارضته للمبادرة الفرنسية، معتبرا أنها تسمح للفلسطينيين بالتهرب من المفاوضات.
ولا يوجد أمال وتوقعات كبيرة من نتائج اللقاء الدولي في باريس لكنه يستهدف على الأقل التأكيد مجددا على رؤية “حل الدولتين” المدعومة دوليا وترفضها إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت قبل أيام إنه “يجب استعادة الأمل والمناخ الدولي المناسب لعملية السلام”، محذراً من وضع “كارثي” ولافتاً إلى الحاجة الطارئة لاستعادة زمام المبادرة في قضية أحيلت إلى الصف الثاني منذ أحداث “الربيع العربي” في إشارة للقضية الفلسطينية.
وتحدثت مصادر دبلوماسية بأن فكرة المبادرة الفرنسية هي إحياء مبادرة السلام العربية التي تقضي باعتراف الدول العربية بالكيان الإسرائيلي في إطار اتفاق تسوية شامل.
وأعلنت السلطة الفلسطينية تأييدها الكامل للمبادرة الفرنسية، ودعت لقاء باريس الوزاري اليوم إلى التأكيد على مرجعيات عملية التسوية وتحديد إطار زمني لأي مفاوضات مقبلة
المصدر : وكالات
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.