توحيد قبرص يمر عبر جنيف
تاريخ النشر: 11 / 01 / 2017
تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” الى مفاوضات جنيف لتسوية مشكلة قبرص؛ مشيرة إلى ثقة سكان الجزيرة بإيجابية نتائجها، ولا سيما في ظل مشاركة الدول الضامنة.
جاء في مقال الصحيفة:
انطلقت في جنيف برعاية إسبن بارت، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، المفاوضات الخاصة بتسوية مشكلة قبرص بين الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس وزعيم الطائفة التركية في قبرص مصطفى أقينجي. وتُجرى المفاوضات بمشاركة ممثلين عن الدول الضامنة – اليونان وتركيا وبريطانيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي. وتشير مصادر مختلفة إلى تقارب كبير في مواقف الجانبين بشأن تسوية المسائل الرئيسة، التي تقسم الجزيرة إلى شطرين. وإضافة إلى ذلك، يعقد القبرصيون آمالهم على زعيم الطائفة التركية أقينجي، الذي أعلن مرارا عن سعيه لتوحيد شطري الجزيرة.
لقد تعددت في الآونة الأخيرة التصريحات بشأن قرب توحيد شطري الجزيرة. ومع بداية كل جولة جديدة تزداد الآمال بشأن ذلك. بيد أن التسوية النهائية تؤجَّل في كل مرة. وبحسب تصريحات ممثلي السلطات القبرصية لـ “إيزفيستيا“، فإن الجولة الحالية من المفاوضات ذات خصوصية، لأنها تُجرى بمشاركة الدول الضامنة. لذلك لابد من استغلال هذه الفرصة. وقد أكد وزير الداخلية السابق في قبرص أندرياس خريستو للصحيفة أن هذه الجولة من المفاوضات قد تتمخض عن نتائج إيجابية، وسوف يجري في شطري الجزيرة استفتاء عام إذا وقع الطرفان الاتفاقية التاريخية.
وأضاف خريستو أن الانفراج في مفاوضات جنيف محتمل جدا، لأنها تُجرى بمشاركة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ووفود حكومتي اليونان وتركيا. إن هذه فرصة كبيرة، لذلك على القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك بذل كل ما في وسعهم من أجل أن تتكلل المفاوضات بالنجاح. وبعكس ذلك، تدخل العملية كما هو معتاد في طريق مسدود وتظهر مشكلات جديدة تزيد من عرقلة التسوية السياسية للمشكلة.
وبحسب رأيه، على الجانبين تقديم تنازلات، من أجل التوصل إلى حلول وسطية لمسائل المعلقة منذ أكثر من 40 سنة. وأضاف: “أنا شخصيا أعرف السيد أقينجي، وأعتقد أنه زعيم يرغب فعلا بتسوية المشكلة القبرصية. وإنني واثق من أنه سيفعل كل ما هو ممكن من أجل التسوية النهائية. كما أن الرئيس القبرصي يصر منذ فترة طويلة على التسوية السياسية. لذلك توجد حاليا الشروط اللازمة كافة للخروج من هذه الأزمة.
من جانبه، صرح مصدر دبلوماسي قبرصي للصحيفة بأن العديد من نقاط الاتفاقية الثنائية المقبلة قد تم الاتفاق بشأنه. لذلك فإن المسألة الرئيسة حاليا هي الاتفاق بشأن النقاط الأخرى.
وأضاف، يكمن هدفنا في التوصل إلى اتفاق شامل يحظى بموافقة الشعب القبرصي، وقد كنا سعداء جدا لو أن هذه الاتفاقية قد وقعت أمس. وحاليا تكثف الجهود برعاية الممثل الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية، الذي يعمل بحسن نية من أجل ذلك.
وبحسب رأيه، العائق الرئيس في توحيد شطري الجزيرة هو موقف تركيا، التي على الرغم من أنها تدعم الجهود الرامية إلى توحيد الجزيرة. حيث إن عليها الآن تقديم حلول بناءة يمكن استخدامها عمليا، وأحد أهم هذه الحلول هو مسألة ضمان تنفيذ التسوية، الذي يهم بالدرجة الأولى القبارصة اليونانيين. وأضاف المصدر أن أعضاء مجلس الأمن الدولي يتلقون باستمرار معلومات وافية عن سير المفاوضات.
اما المحلل السياسي التركي القبرصي شنت موتلوياكالي، فقد أشار في حديثه إلى “إيزفيستيا” إلى أنه على الرغم من التقدم الذي توصل إليه الجانبان في مسألة التسوية السياسية، فإن العملية تصطدم بالخلافات التي لا يقدم أي طرف تنازلات بشأنها.
هذا، وتستمر المفاوضات لتسوية المشكلة القبرصية أكثر من 50 سنة. وليس هناك مسائل لم تناقش خلالها. وفعلا توصل أناستاسياديس وأقينجي إلى تقدم كبير في المفاوضات. وحاليا، يرغب الأتراك القبارصة، الذين لديهم دولة غير معترف بها، في استعادة حقوقهم في إطار الجمهورية، وفي الوقت نفسه لا يريدون إعادة الممتلكات الخاصة التي يستخدمونها منذ انقسام الجزيرة إلى شطرين. وإضافة إلى ذلك، يصر الأتراك القبارصة على مرابطة القوات التركية في شمال الجزيرة. ومن جانب آخر يريد القبارصة اليونانيون استعادة ممتلكاتهم ومنازلهم.
كل هذا يصطدم بالمسألة الرئيسة – كم ستكون وطيدة دولة من شطرين. ويجب على الجانبين تجاوز الاختلافات بشأن المسائل الأمنية والأرض والضمان والممتلكات. وحتى إذا تم رفع الأسوار، فستبقى الحواجز النفسية. وبالطبع لا أحد يريد فقدان مواقفه.
لا حرب ولا سلام في قبرص، بل مفاوضات طويلة لا نهاية لها. والآن يبدو أن الجانبين قد اقتربا من التسوية التاريخية، بيد أنها قد تكون مجرد رؤية.
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.