روسيا أعطت حافزا للمصالحة الفلسطينية
تاريخ النشر: 22 / 09 / 2017
يشير إيغور سوبوتين في مقال نشرته “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى أن دبلوماسية موسكو والقاهرة ساعدت على تقديم “حماس” تنازلات إلى “فتح”.
أرسلت حركة “حماس”، التي تشرف على قطاع غزة، وفدا إلى موسكو لبحث التقدم في التسوية بين الأطراف الفلسطينية، حيث قدمت الحركة تنازلات مهمة لمصلحة حركة فتح، وأعلنت عن حل “اللجنة الإدارية” التي كانت تلعب دور حكومة للقطاع، ونقلت صلاحياتها إلى لجنة الوحدة الوطنية.
وقد التقى وفد حماس، الذي ترأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، ميخائيل بوغدانوف، نائبَ وزير الخارجية الروسي. وجرى خلال اللقاء “تبادل للآراء بشأن مشكلات الشرق الأوسط مع التركيز على الوضع داخل الأراضي الفلسطينية، بما فيها قطاع غزة. وقد عرض الوفد وجهة نظره وموقفه المبدئي لتجاوز الخلافات والانقسامات الفلسطينية”، – بحسب بيان الخارجية الروسية.
وكانت حماس قد أعلنت عن استعدادها للدخول في حوار مباشر مع فتح لتسوية الخلافات، التي تستمر أكثر من عشر سنوات. وتشير الحركة في بيانها إلى أن هذه الخطوة باتجاه المصالحة جاءت استجابة لجهود الجانب المصري. وهنا تجدر الإشارة إلى اللقاء، الذي جرى بين ممثلي المخابرات المصرية عشية صدور البيان ووفد حركة حماس، ثم مع وفد حركة فتح. وكان من نتائجه تنسيق موقفي الحركتين في المسائل المبدئية. وقد ذكر مصدر في الإدارة الفلسطينية لوكالة رويترز أن مصر منحت “فرصة تاريخية” للفلسطينيين لإنشاء دولتهم.
وليس مستبعدا بعد مصالحة الأطراف الفلسطينية، أن يبادر المجتمع الدولي ويحثهم على الحوار مع إسرائيل. فقد اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في نيويورك، استئناف الحوار مع الجانب الفلسطيني من أجل “التوصل إلى تسوية شاملة”. ويذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ نتنياهو، خلال لقائهما على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تسوية النزاع العربي–الإسرائيلي ممكنة جدا، وأنه سيبذل كل ما في وسعه للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.
وبحسب الخبراء، فإن التوجه نحو مصالحة الاطراف الفلسطينية بدأ منذ زمن بعيد. وأكدت أهميتها كبيرة الباحثين العلميين في معهد الاستشراق إرينا زفياغلسكايا، في حديث إلى الصحيفة، وقالت: من وجهة نظر العديد من المراقبين، جرى التركيز على الأمور الوطنية أكثر منها على الأمور المتعلقة بالدين. وأعتقد أن هذا إشارة تدل على أن حماس لا تريد البقاء خارج إطار عملية التسوية السلمية. وقد جمع معهد الاستشراق بطلب من وزارة الخارجية الروسية في مطلع السنة الحالية ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية بما فيها الأساسية. وقد تبين من حيث المبدأ أن مسألة المصالحة الوطنية ممكنة.
ولكن المسألة الأخرى، هي مدى واقعية استئناف التفاوض والعملية السلمية بشأن المشكلة الفلسطينية. غير أن الفلسطينيين إذا شكلوا حكومة موحدة، فإنهم سيسحبون البساط من تحت أقدام، الذين لا يريدون الجلوس إلى طاولة الحوار معهم، بذريعة أنهم منقسمون، وألا أحد يمكن التحدث معه، وأنهم لن يتمكنوا من الإيفاء بوعودهم”، – كما تؤكد إرينا زفياغلسكايا.
أما مستشارة مدير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية يلينا سوبونينا، فقالت، في حديث إلى الصحيفة: “لقد كان موقف روسيا ثابتا، على الرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة كان لهما اتجاه آخر. وإن موسكو لم تصر فقط على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين فتح وحماس، بل ولعبت دور الوسيط بينهما. وكانت النتيجة مجيء قادة مختلف الفصائل الفلسطينية إلى موسكو في الشتاء الماضي. لذلك، فإن الزيارة الحالية لوفد حركة حماس ليست الأولى خلال السنة الحالية.
وإضافة إلى اتصالاتها المباشرة مع الأطراف الفلسطينية، كانت روسيا تنشط وتناقش المسألة الفلسطينية مع اللاعبين الآخرين في المنطقة، وبخاصة مع مصر ذات النفوذ التقليدي الكبير بين الفلسطينيين. لذلك كان الدبلوماسيون الروس خلال لقاءاتهم مع المسؤولين المصريين يشددون دائما على ضرورة توحيد الفصائل الفلسطينية. كذلك، فإن روسيا نفسها لعبت دورا كبيرا في عملية المصالحة الفلسطينية”، – بحسب يلينا سوبونينا.
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.