بالفيديو والصور: … بعيد الأم لهو معناه ومأساة كبيرة وتجربة حياتية مريرة توقظ لهيب الحزن في قلوب أمهات عديدة وتدوس على لوعة الاشتياق لكل أم فقدت وليدها بينما تسمع أصوات الجيران يغنون لأم لهم وهي تبكي في صمت مرير
تاريخ النشر: 21 / 03 / 2018
لكم اعتدنا ونحن صغارا أن نكتب عن عيد الأم مديحا وإعجابا , لكنني اليوم أراه من منظور آخر , منظور غير معتاد !
الآن يبين لي إن ما يسمى بعيد الأم لهو معاناة ومأساة كبيرة , وتجربة حياتية مريرة توقظ لهيب الحزن في قلوب أمهات عديدة وتدوس على لوعة الاشتياق لكل أم فقدت وليدها بينما تسمع أصوات الجيران يغنون لأم لهم وهي تبكي في صمت مرير !
لكل أم ابتلاها الله بالحرمان من البنين وقد لازم الحمد لسانها ورضت بالقضاء وصبرت على ما أصابها, يأتي صنع إنسان ليثير بداخلها المشاعر المكبوتة والروح الإنسانية الطبيعية الموقوتة في قلب كل أم ترتجي ولدا .
لكل أم كان لها ولد عاق نظرت إليه في حسرة ليهديها كل يوم صرخات تدوي في القلب الضعيف لتهز أوتار المعاناة , فنظرة إلى السماء ودمعة على الوجه كافية للتعبير.
لكل عظيمة كانت أما لشهيد تضرب بابنها المثل , تلقت التهاني والتعازي المغلفة باليقين يوم أن جاءها خبر ولدها , وأنساها الزمان بعض الألم وأعانها الله بقيمة الشهادة على الصبر , ليأتي عليها يوم دنيوي تشعر فيه بالزلزال من جديد !. جرح ينتاب القلوب ودموع لزمت مجرى الوجوه .
إن الحياة بأسرها والساعات والثواني ودقات القلوب وتعداد الأنفاس لو أنفقت ما في الأرض جميعا لتطأ به منزلة الأمومة وتضع هدايا الكون على أعتابها ما بلغتها, جل المقام وعلا القدر وسمت المنزلة.
إن ما يحدث لهو إيلام لقطاع كبير جدا من الأمهات فاقدة الأبناء حقيقة أو مجازا , وتكسير للقلوب ودغدغة للأمل لدى هؤلاء الأمهات , إن الإنسانية الرفيقة والعقلانية الحكيمة – وليس الشريعة العظيمة فحسب – لتقف اعتراضا على يوم مثل عيد الألم .
ليس عيد الأم غير فكرة تاجر , حيث تتضافر كل وسائل الإعلام بكل جهودها فى إيلام هذه الفئة وتلقيهم في زنزانة الحبس الانفرادي وكذلك المتاجر والمحلات التي تصدح ليل نهار بالأغاني فتحز في نفس كل من فقد أمه وكل من فقدت وليدها .
إن الكارثة ليست كارثة أمهات فحسب , إنها كذلك كارثة أطفال يواجهون التدمير النفسي في مرحلة تنشئة الشخصية وتكوين الهيئة النفسية لديهم .
إن فاقدي الأم لهم أعداد كبيرة جدا , سواء أكانوا فاقديها حقيقة أو معنى , امتلأت الملاجئ ومؤسسات الأحداث بكارهي أمهاتهم ما دفع بهم إلى ذاك المكان , وآخرون يكرهون الأيام التي ألقت بهم في ذاك المكان , وآخرون يبكون أمهاتهم ويدعون لهم بالرحمة ..
وفي كل الحالات إنها دمعات طفل صغير لامست منديل الإنسانية فجرحته , أرادوا أن يخيطوا المنديل فأسموه – بيوم الأم – لينزلقوا من تحت عائق الدين وحكم الإسلام في الأعياد فما أغنت عنهم محاولاتهم , فلا يخاط المنديل ولا يلتئم الجراح في الصدور الصغيرة.
إن شعور الابن حين يذهب إلى أبيه ليطلب منه نقودا لشراء هديه لأمه حيث يقتضب وجه الأب الذي لا يمتلك قوت يومه في جيبه!.. شعور بالخجل وبالتصنيف بين الناس لا يرضاه عز وجل لعباده أبدا ..
إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , ولا يمكن أن تتساوى لحظة ألم واحدة أو دمعة تترقرق في عين سيدة لا أبناء لها أو في عين طفل صغير أو كبير فقد أمه , أو يتيم يرى بأم عينيه صديقة يقدم لأمه الهدية لتقبله وتأخذه في أحضانها .. لا تستوي المشاعر بالدموع
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.