وزير الخارجية السعودي: قبرص رائدة في بناء حلقة الوصل بين الشرق الأوسط وأوروبا
قال وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الأحد بعد محادثات أجراها في نيقوسيا مع نظيره القبرصي ايوانيس كاسوليديس، إن قبرص كانت رائدة في بناء حلقة الوصل بين الشرق الأوسط وأوروبا.
قال معالي الوزير آل سعود في تصريحاته بعد الاجتماع “إن قبرص شريك رئيسي لنا في الاتحاد الأوروبي. نحن ننظر إلى قبرص على أنها حقاً جسر لمنطقتنا في الاتحاد الأوروبي، مما يساعد الاتحاد الأوروبي على فهم ما يجري في الشرق الأوسط ويساعد بالفعل في تركيز الانتباه على جميع الفرص الموجودة، إن قبرص تقود الطريق لبناء الصلة بين منطقتنا وأوروبا.
بدوره قال وزير الخارجية كاسوليديس “نحن من أشد المدافعين عن مقاربة استراتيجية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية”. كما أشار إلى أنهما استعرضا عدداً من القضايا الثنائية “اتفقنا على تسريع وتيرة إبرام إطار استراتيجي شامل لشراكتنا، بما يتماشى مع رؤية 2030. يهدف اجتماعنا اليوم إلى أمور عدة من بينها التحضير لزيارة الرئيس أناستاسياديس إلى المملكة العربية السعودية”، مشيراً إلى أنه” يسعدنا أن نرحب في قبرص بولي عهد المملكة العربية السعودية”.
قال كاسوليديس إنه أطلع معالي الوزير آل سعود على آخر التطورات بشأن القضية القبرصية، “أطلعته على إجراءات بناء الثقة التي نقترحها لتمهيد الطريق أمام استئناف مفاوضات هادفة من أجل إعادة توحيد بلادنا وفق الإطار المتفق عليه”، مؤكداً أن “دعم السعودية المبدئي يعبّر عن الكثير. نحن نعلم ونقدر أن لدينا صديق”.
أضاف وزير الخارجية السعودي في تصريحاته إنه نقل خلال لقائه مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهد المملكة العربية السعودية.
وفيما يتعلق بلقائه مع كاسوليديس، قال “لقد أجرينا مناقشات واسعة وعميقة للغاية، واستعرضنا علاقاتنا الثنائية التي نمت بشكل مطرد منذ أن أنشأناها لأول مرة في عام 1961” وبعد افتتاح سفارة المملكة العربية السعودية في نيقوسيا في عام 2018.
كما أشار إلى أنهما ناقشا أيضاً القضايا متعددة الأطراف. وأضاف “لقد كان اجتماعاً مثمراً للغاية تحدثنا فيه عن كيفية البناء على الزخم الموجود بالفعل”.
أضاف وزير الخارجية السعودي “لدينا صداقة قوية وعلاقة ممتازة وهناك العديد من الفرص للمضي قدماً. تحدثنا عن إضفاء الطابع المؤسسي على هذه العملية، واستكشاف تلك الفرص. هناك حاليا 11 مذكرة تفاهم واتفاقية قيد المراجعة بين الدولتين في العديد من المجالات من بينها السياحة والطاقة والتجارة والنقل والخدمات اللوجستية والدفاع إلخ “.
وأشار إلى أن “الفرص واسعة النطاق وركزنا أيضاً على استكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي توفرها رؤية 2030 لشركائنا”، مضيفاً “أنني سعيد جداً باهتمام قبرص بأن تصبح شريكاً رئيسياً لنا لتعزيز تلك الفوائد”.
قال الأمير آل سعود “نحن حريصون للغاية على استكشاف شراكة بناءة مع قبرص بناء على هذه التفاهمات”.
كما أشار إلى أنهما تطرقا إلى قضايا مثل تغير المناخ، ووصف مبادرة الرئيس أناستاسياديس في هذا الشأن بأنها مهمة للغاية.
استطرد معالي وزير الخارجية السعودي قائلاً أنهما تحدثا عن التحديات التي “نواجهها جميعاً التي تهدد الاستقرار الإقليمي”.
أضاف نحن وقبرص لدينا تحالف قوي للغاية. كلانا يؤمن بشدة بضرورة الاستقرار والامن وسيادة القانون الدولي”.
وتابع حديثه إنه “إذا لم نتفق جميعاً على أن القانون الدولي هو المرشد الأساسي لعلاقات الدول، فإننا نجازف بعدم الاستقرار للجميع. ومن المهم أن نتكاتف جميعاً للدفاع عن سيادة القانون الدولي وسيادة الدولة ورفض التدخل بكل أنواعه”.
بدوره شدد الوزير كاسوليديس على أن العلاقات الثنائية بين البلدين “قطعت شوطاً طويلاً واكتسبت أرضية صلبة”.
أضاف “لقد وفر لنا اجتماع اليوم فرصة جيدة لمراجعة عدد من القضايا الثنائية واتفقنا على تسريع وتيرة إبرام إطار عمل استراتيجي شامل لشراكتنا، بما يتماشى مع رؤية 2030. يهدف اجتماعنا اليوم إلى أمور عدة من بينها الإعداد لزيارة الرئيس أناستاسياديس إلى المملكة العربية السعودية، كما ناقشنا أيضاً عرض المملكة العربية السعودية لاستضافة “إكسبو 2030″، وهو عرض قوي للغاية ونحن نعتبره ملائم للغاية”.
قال الوزير كاسوليديس إن “جزءاً كبيراً من مباحثاتنا خصص لأحدث التطورات في منطقة الخليج، التي يتعرض استقرارها وأمنها لتهديد متزايد من جراء الهجمات الإرهابية. وقد نقلت لزميلي تضامننا القوي مع المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً. وكذلك إدانتنا القاطعة للهجوم الأخير بطائرة بدون طيار على مطار أبها. إن هذه الأعمال الإرهابية الحمقاء ضد الأراضي السعودية وشركاء خليجيون آخرون تعرض حياة المدنيين والاستقرار والأمن للخطر”.
شدد الوزير قائلاً “نقف بثبات مع أصدقائنا السعوديين ونسعى إلى متابعة المساءلة عن مثل هذا السلوك الشنيع، وكذلك تعزيز الجهود الجارية لإحراز تقدم دبلوماسي في ملف اليمن، الأمر الذي سينهي المأساة الإنسانية الكارثية في البلاد”.
كما أشار الوزير كاسوليديس إلى أن “المملكة العربية السعودية هي إحدى حصون العالم العربي وقبرص مرتبطة بالجغرافيا والتاريخ بهذا الجزء من الكرة الأرضية، لذا فإن أجندة اليوم كانت أكثر من مثمرة في جوهرها. لقد ناقشنا الصراع في سوريا والآفاق من اجل عملية السلام في الشرق الاوسط والصعوبات الشديدة التي يواجهها لبنان وقضايا لها وجهة نظر قيمة من قبل السعودية.
أضاف أنهما استعرضا العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والسعودية، “لا سيما على ضوء مجلس الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي سيعقد الأسبوع المقبل، والذي سيشارك زميلي في رئاسته” وشدد على الأهمية التي توليها قبرص لتنسيق أكثر وأفضل “مع شركائنا الخليجيين وحقيقة أننا دعاة أقوياء لنهج استراتيجي للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية”.
اختتم الوزير قائلاً انه ليس لديه شك في أننا “سنواصل العمل عن كثب حيث أن الشراكة القوية بين بلدينا تكتسب المزيد من القيمة الاستراتيجية”.
تجدر الاشارة إلى أنه تم تقسيم قبرص منذ عام 1974 عندما غزتها تركيا واحتلت ثلثها الشمالي. فشلت الجولات المتكررة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة حتى الآن في التوصل إلى حل. انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات في تموز/يوليو 2017 في منتجع كران مونتانا السويسري دون نتائج.
المصدر: وكالة الانباء القبرصية
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.