هامش التصويت على مشروع قانون الأشخاص ذوي الإعاقة خانق – “من المستحيل إقراره قبل الأول من يناير”
يبقى سؤالٌ كبيرٌ حول ما إذا كانت الحكومة ستتمكن من الحصول على موافقة البرلمان على مشروع القانون الذي طال انتظاره بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة، قبل حله استعدادًا للانتخابات البرلمانية لعام 2026.
كان الالتزام المُقطع لحركة ذوي الإعاقة ينص على تنفيذ التشريع بحلول الأول من يناير 2026، أي في أقل من شهرين ونصف من اليوم.
إلا أن ضيق الوقت، حتى إغلاق البرلمان بمناسبة عطلة عيد الميلاد، يجعل إقراره قبل العام الجديد شبه مستحيل، في حين يراقب ممثلو الأشخاص ذوي الإعاقة التطورات عن كثب، مطالبين الحكومة بالشفافية والتحرك السريع.
قبل بضعة أيام، أعلنت نائبة وزير الرعاية الاجتماعية، مارلينا إيفانجيلو، عن مشروع جديد، بتمويل مشترك بميزانية قدرها 10 ملايين يورو، يُسمى “الشبكة الجديدة لخدمات الإدماج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة”.
ويهدف المشروع إلى إدخال وتوسيع ثماني خدمات أساسية تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة على مستويات متعددة.
وسيقدم هذه الخدمات، على وجه التحديد، مستشارو دعم القرار، ومدربو الإعاقة، ومساعدو العمل الشخصيون، وأخصائيو دمج العمل، والرفقاء الاجتماعيون، ومترجمو لغة الإشارة القبرصية، ومقدمو برامج المعيشة المدعومة، وأخصائيو علم النفس في مجال دعم الأسرة المبكرة.
وقد وصف الكثيرون هذا الإعلان بأنه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، إذ يستجيب لطلبات طويلة الأمد من منظمات الإعاقة، ويسد الثغرات التي كانت تُعيق حتى الآن الأشخاص ذوي الإعاقة عن أداء واجباتهم في الإجراءات البيروقراطية والدعم غير الكافي.
مع ذلك، يُثير تأخر عرض مشروع القانون على لجنة العمل قلق الهيئات والمنظمات، نظرًا لقصر المدة الزمنية اللازمة لإتمام جميع مراحل العملية.
ويُشير المعنيون إلى أنه حتى لو لم يُنفذ الرئيس كريستودوليديس وعده بتنفيذ التشريع مع بداية العام الجديد بالكامل، يجب أن تُسرّع العملية حتى لا تُفوّت الفرصة، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.
ويكمن الخطر في عدم إتمام التصويت قبل حل البرلمان، مما سيُؤجّل إقرار تشريع جديد ينتظره المجتمع منذ سنوات.
مع ذلك، يسود شعورٌ بالتفاؤل لدى جميع الأطراف.
وحتى في حال إقرار مشروع القانون مطلع مارس 2026، يعتقد المعنيون أن النتائج ستكون إيجابية.
سينتهي الانتظار الطويل لحركة ذوي الإعاقة، وستبدأ الخدمات المُخطط لها بالعمل فورًا، مما سيُسهم في سدّ الفجوات القائمة منذ فترة طويلة، ويُعزز الإدماج الاجتماعي بشكل كبير.
ومن المتوقع أن يُسهم تنفيذ شبكة الخدمات في خلق إطار دعم جديد، يُعزز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة الاجتماعية والمهنية، ويضمن في الوقت نفسه تعزيز حقوقهم بشكل منهجي ومنظم.
أشارت رئيسة اتحاد قبرص للأشخاص ذوي الإعاقة (KYSOA)، ثيميدا أنثوبولو، في تصريحاتها لصحيفة REPORTER ، إلى أنه من المتوقع انتهاء المشاورات العامة في 17 أكتوبر/تشرين الأول.
وأكدت على ضرورة دمج المقترحات المقدمة بشكل مثمر وبأقصى قدر ممكن، حتى يتسنى عرض مشروع القانون على الهيئة التشريعية للتدقيق.
وأوضحت في الوقت نفسه أن مدة العملية تعتمد أيضًا على سرعة دراسة الدائرة القانونية لمشروع القانون.
وفي أفضل الأحوال، قد يُعرض مشروع القانون على البرلمان لمناقشته في أوائل ديسمبر/كانون الأول.
أكدت السيدة أنثوبولو أن “الرهان الأكبر هو استكمال المراجعة التشريعية بحلول الأول من نوفمبر.
ومع الضغط المناسب والوثيق، نأمل ألا تستغرق العملية أكثر من شهر.
السيناريو الأمثل هو استكمال المراجعة التشريعية فورًا حتى يتسنى إحالة مشروع القانون إلى البرلمان دون تأخير”.
فيما يتعلق بجدول التنفيذ، أشار إلى أنه “من المؤكد أنه لن يكون من الممكن التصويت على مشروع القانون وتنفيذه بحلول الأول من يناير.
ومع ذلك، حتى لو تم التصويت عليه وتنفيذه اعتبارًا من الأول من مارس، فلن يُعتبر ذلك أمرًا مأساويًا.
لن تظهر المشكلة الحقيقية إلا إذا تأخر التصويت عن بداية أبريل، حيث سيكون البرلمان حينها قد أُغلق”.
كما أكد على ضرورة سير العملية بوتيرة سريعة، ودمج وظائف الهيئات، وضمان التمويل الكافي للخدمات، والذي يجب، كما قال، أن يتجاوز الاعتمادات الأولية المتوقعة.
أشارت رئيسة جمعية KYSOA إلى أنه بعد استكمال المراجعة التشريعية، ينبغي أن يُحال مشروع القانون إلى لجنة العمل البرلمانية، حيث ستُجرى مناقشته مادةً مادةً، ثم يُعرض على الجلسة العامة للبرلمان للتصويت عليه.
وأكدت قائلةً: “لذلك، من غير الواقعي توقع التصويت على مشروع القانون أو تنفيذه بحلول الأول من يناير.
ومع ذلك، يمكن تنفيذ الخدمات المُقدمة من الآن فصاعدًا”.
أوضحت السيدة أنثوبولو أنه “يمكن تفعيل ركيزة الخدمات فورًا. على سبيل المثال، نحن الذين سنوظف 80 استشاريًا، سيتم نشر الإعلانات فورًا لبدء العملية. وينطبق الأمر نفسه على البرامج الأخرى.
هذا مهم للغاية، لأنه لأول مرة في بلدنا، يتم إنشاء شبكة خدمات متكاملة، تُضاهي تلك الموجودة في جميع الدول الأوروبية، مما يعزز الأهلية القانونية للأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصةً أولئك الذين يحتاجون إلى دعم لاتخاذ القرارات”.
وأكد أن “الحق في التمثيل القانوني حقٌّ أصيلٌ لكل فرد، بغض النظر عن حالته الجسدية أو العقلية.
وقد شكّل غياب هذا الدعم فجوةً هائلةً نسعى الآن إلى سدّها”.
وفي الوقت نفسه، أكّد أن “هذه خطوةٌ مهمةٌ في الاتجاه الصحيح، إذ ستُتيح هذه الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة التغلّب على الصعوبات الإجرائية والبيروقراطية”.
أشارت السيدة أنثوبولو إلى أن التدقيق التشريعي في مشاريع القوانين السابقة كان يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات.
ومع ذلك، فقد قدرت أن هذا المشروع تحديدًا سيُنجز العملية بشكل أسرع، مع أنها أشارت إلى أنها لا تستطيع التنبؤ بدقة بما سيحدث خلال الشهر المقبل.
واختتم حديثه مؤكدًا على ضرورة مراعاة تصريحات رئيس الجمهورية بشأن صرف وزيادة مخصصات ذوي الإعاقة.
ومن المهم ضمان زيادة الأموال بشكل كافٍ.
نرحب بهذه المبادرة، ولكن هناك خطوات محددة يجب اتخاذها فورًا: إحالة مشروع القانون إلى الدائرة القانونية، وبدء التدقيق التشريعي، حتى يتسنى استكمال العملية قبل إغلاق البرلمان بسبب الانتخابات.
اقرأ أيضًا:
-
ما أعلنته الحكومة للأشخاص ذوي الإعاقة يتوقعه – يتم تقديم الخدمات وتوسيعها
-
مشروع قانون الأشخاص ذوي الإعاقة الذي طال انتظاره يتقدم رغم العقبات – قضية التكلفة لم يتم حلها
-
الاستشارة العامة بشأن مشروع قانون بشأن الأشخاص ذوي الإعاقة من قبل وكالة وزارة الرعاية الاجتماعية
المصدر:- reporter.com.cy
تستطيع الدخول للخبر في الجريدة الرسمية بمجرد الضغط على هذا الرابط:-
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.