الفقر والتهميش الاجتماعي في أوروبا – موقف قبرص من الأطفال المعرضين للخطر
في عام 2024، سجلت 93 منطقة من أصل 243 منطقة في الاتحاد الأوروبي (مع البيانات المتاحة) على المستوى 2 من تسمية الوحدات الإقليمية للإحصاء (NUTS 2) معدلات خطر الفقر أو الاستبعاد الاجتماعي أعلى من متوسط الاتحاد الأوروبي (21٪).
وكان المعدل نفسه في 4 مناطق، بينما كان المعدل أقل في 146 منطقة.
كما هو مذكور على الصفحة الرسمية لمكتب الإحصاء الأوروبي، غالبًا ما تتم مقارنة دول الاتحاد الأوروبي مع بعضها البعض، ولكن في بعض الأحيان عندما تتم مقارنة دول صغيرة مثل لوكسمبورج أو مالطا مع دول أكبر مثل ألمانيا أو فرنسا أو إيطاليا، يمكن أن تكون المقارنة مضللة.
ولذلك، فإن تحليل البيانات الإقليمية يمكن أن يسلط الضوء على أوجه عدم المساواة إما عبر الاتحاد الأوروبي أو داخل البلدان الفردية، مثل الانقسام بين الشرق والغرب في ألمانيا أو الانقسام بين الشمال والجنوب في إيطاليا.
تفاوتات كبيرة
في عام 2024 ، سجّلت 93 منطقة من أصل 243 منطقة في الاتحاد الأوروبي معدلاتٍ أعلى من متوسط الاتحاد (21%) من خطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي. وسجّلت أربع مناطق نفس المعدل، بينما انخفضت المعدلات في 146منطقة.
في خمس مناطق، تجاوزت هذه المعدلات ضعف متوسط الاتحاد الأوروبي. وسُجِّلت أعلى نسبة في غيانا (فرنسا)، حيث ارتفعت إلى 59.5%.
تلتها كالابريا (48.8%) وكامبانيا (43.5%) في إيطاليا، ومليلية (44.5%) وسبتة (42.2%) في إسبانيا.
وتقع المناطق المتبقية في هذه الفئة (الموضحة على الخريطة باللون الأزرق الداكن) في بلغاريا ورومانيا، وكذلك في المناطق الحضرية في بروكسل (بلجيكا) وبريمن (ألمانيا).
في الطرف الآخر من التوزيع، سُجِّلت 26 منطقة في عام 2024، حيث كان أقل من 12.5% من سكانها معرضين لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي (موضحة باللون الأصفر الفاتح).
تشمل هذه المجموعة سبع مناطق في شمال ووسط إيطاليا، مثل بولزانو/بوزين في إيطاليا (6.6%)، التي سجلت أدنى معدل في الاتحاد الأوروبي.
تتمتع ست من المناطق التشيكية الثماني بأوضاع جيدة أيضًا، بما في ذلك منطقة جيهوزاباد (8.8%) التي تحتل المرتبة الثالثة من حيث أدنى معدل، وثلاث مناطق في إقليم فلامس جيوست شمال بلجيكا، وثلاث مناطق في النمسا، ومنطقتان في بولندا.
تشمل هذه الفئة مناطق في كرواتيا ورومانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا، بالإضافة إلى منطقة كوزيب-دونانتول شمال غرب المجر.
واحد من كل أربعة أطفال معرضون للخطر
في عام 2024، وفقًا لبيانات يوروستات، يعيش 24.2% من الأطفال (تحت سن 18 عامًا) في الاتحاد الأوروبي في أسر معرضة لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي، مما يؤثر بشكل مباشر على فرصهم في التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية.
يمثل هذا الرقم حوالي 19 مليون طفل، ويُظهر انخفاضًا طفيفًا مقارنةً بعام 2023 (24.7%)، ولكنه يظل أعلى من مستويات ما قبل الجائحة.
ورغم برامج الدعم الاجتماعي الأوروبية، لا تزال التفاوتات بين البلدان كبيرة، لا سيما بين شمال وجنوب أوروبا.
على المستوى الوطني، سُجِّلت أعلى المعدلات في بلغاريا (35.1%)، وإسبانيا (34.6%)، ورومانيا (33.8%).
في المقابل، سُجِّلت أدنى المعدلات في سلوفينيا (11.8%)، وقبرص (14.8%)، وجمهورية التشيك (15.4%).
اليونان، التي تحتل المركز الرابع، لديها أحد أعلى معدلات فقر الأطفال في الاتحاد الأوروبي، حيث يعيش طفل من كل ثلاثة أطفال في ظروف صعبة من التهميش الاجتماعي.
ومن الأسباب الرئيسية انخفاض الدخل المتاح للإنفاق وارتفاع تكاليف المعيشة، والبطالة أو عمل الوالدين بدوام جزئي، وضعف فرص الحصول على خدمات رعاية الأطفال والتعليم الجيدة، بالإضافة إلى المزايا الاجتماعية التي تُعتبر غير كافية.
من العناصر المثيرة للاهتمام المستوى التعليمي للوالدين، إذ لوحظ بناءً عليه فجوة مخاطر تزيد عن 50 نقطة مئوية في 16 دولة من دول الاتحاد الأوروبي. وبالمقارنة، بينما واجه 61.2% من الأطفال ذوي مستوى التعليم الثانوي الأدنى (ISCED 0-2) خطر الفقر في عام 2024، انخفضت نسبة الأطفال ذوي مستوى التعليم العالي (ISCED 5-8) إلى 11% فقط.
ولوحظت أصغر الاختلافات في الدنمارك (29.3)، والبرتغال (29.5)، وإستونيا (35.5)، في حين تم تسجيل أكبر الاختلافات في بلغاريا (71.5)، وجمهورية التشيك (70.4)، ورومانيا (69.9).
يجب أن نضيف أن مؤشر “الأطفال المعرضين لخطر الفقر أو الإقصاء الاجتماعي” (AROPE) الذي يستخدمه يوروستات يشمل السكان القصر الذين يعيشون في أسر يقل دخلها عن 60% من المتوسط الوطني، مع حرمان مادي واجتماعي شديد (عدم القدرة على تغطية السلع والأنشطة الأساسية) أو في أسر يعمل فيها البالغون قليلاً أو لا يعملون على الإطلاق.
المصدر:- reporter.com.cy
تستطيع الدخول للخبر في الجريدة الرسمية بمجرد الضغط على هذا الرابط:-
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.
