قبرص تخرج من “المنطقة الحمراء” لأزمة السكن في أوروبا – ارتفاع أسعار المساكن بنسبة 13.71% خلال عقد من الزمن
لأول مرة، تصدّرت قضية الإسكان جدول أعمال القادة الأوروبيين السياسي، مع عرض تقرير مجلس الاتحاد الأوروبي “سقف واحد، حقائق متعددة: أزمة السكن المعقدة في أوروبا” في قمة أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتسعى هذه الوثيقة، التي تسلّمها جميع رؤساء الدول، بمن فيهم رئيس الجمهورية نيكوس كريستودوليديس ، إلى تقديم صورة شاملة عن واقع الإسكان في أوروبا.
تتفاقم مشكلة الإسكان الأوروبية، وتحتل الآن مكانة محورية في صنع سياسات الاتحاد الأوروبي .
ورغم الأزمة الشاملة، يبدو أن قبرص في وضع أفضل من المتوسط الأوروبي، مع انخفاض الإيجارات في الفترة الحرجة 2010-2025، ودون زيادات هائلة في أسعار المساكن.
ومع ذلك، فإن إدراج الإسكان بين القضايا الأوروبية الرئيسية يخلق فرصة فريدة لقبرص لصياغة سياسة إسكان أكثر شمولاً، والاستفادة من الموارد الجديدة والمبادرات الأوروبية التي يتم صياغتها حالياً.
وعلى الرغم من أن التحليل يسجل أزمة إسكان هيكلية عامة في أوروبا، فإن قبرص تبدو وكأنها تفرض ضغوطاً محدودة على الإيجارات ، وبالتالي فهي ليست من بين البلدان التي تواجه أزمة إسكان حادة، على الأقل استناداً إلى المؤشرات الأوروبية للفترة 2010-2025.
يعرض التقرير صورةً أوروبيةً مقلقة، إذ ترتفع تكاليف البناء بينما تتراجع مستويات الدخل. وتحديدًا، ارتفعت أسعار المنازل في الاتحاد الأوروبي بنسبة 60.5% بين عامي 2015 و2025، بينما ارتفعت الإيجارات أيضًا بشكل ملحوظ، بنسبة 28.8% بين عامي 2010 و2025.
في عام 2024، ستنفق الأسر الأوروبية 19.2% من دخلها المتاح على السكن.
وفي المدن، يكون الضغط أعظم: إذ ينفق 9.8% من سكان المناطق الحضرية أكثر من 40% من دخلهم على السكن وحده.
يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى ما يقرب من مليون منزل جديد لسد الفجوة الحالية. ومع ذلك، يتباطأ نشاط البناء، وقد ارتفعت التكاليف بنسبة 56% بين عامي 2010 و2024، مما يزيد من صعوبة توفير مساكن بأسعار معقولة.
كما يشير التقرير، شُيِّد 85% من المباني في الاتحاد الأوروبي قبل عام 2000 ، بينما يعاني 75% منها من ضعف كفاءة الطاقة. ويبلغ معدل تجديد الطاقة 1% فقط سنويًا، بينما يؤثر فقر الطاقة على ما يصل إلى 16% من المواطنين.
من المتوقع أن تستضيف المدن 83% من سكان أوروبا بحلول عام 2050، وهو ما من شأنه أن يزيد الضغوط على السكن ويعمق التفاوت.
ويؤدي ارتفاع عدد المستثمرين المؤسسيين والإيجارات قصيرة الأجل (مثل Airbnb) إلى الحد من العرض في السوق طويلة الأجل، مما يثقل كاهل المناطق السياحية بشكل خاص.
بلدنا أيضًا منخفض في زيادات الإيجار
من أبرز النقاط في التقرير ما يتعلق بقبرص.
ففي تحليل الإيجارات للفترة 2010-2025، ولأول مرة، استُخدمت هذه الفترة الطويلة كنقطة مرجعية، سجلت قبرص انخفاضًا.
تُميز هذه “المفارقة القبرصية” قبرص عن النمط الأوروبي العام للزيادات الهائلة في الإيجارات ، وتقود المؤسسات الأوروبية إلى استنتاج أن قبرص لا تُعاني من أزمة سكن كبيرة بناءً على مؤشرات التكلفة.
وبناءً على ذلك، تُسجل قبرص في الرسوم البيانية المتعلقة بأسعار المساكن (2015-2025) زيادة بنسبة 13.71%، بينما يبلغ المتوسط في الاتحاد الأوروبي 58.33%.
وبعبارة أخرى، يرى الاتحاد الأوروبي أن قبرص هي واحدة من البلدان التي تشهد ارتفاعاً منخفضاً في التكاليف، على عكس دول البلطيق أو أوروبا الوسطى، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير.
وصف رئيس الجمهورية القمة بأنها “تاريخية”، إذ “نوقشت قضية الإسكان لأول مرة في المجلس الأوروبي”.
ومن الخطوات المهمة قرار الاتحاد الأوروبي بإعادة تخصيص أموال صندوق التماسك الحالية لقطاعات الإسكان والدفاع والكهرباء.
كما أعلن الرئيس أن قبرص ستستضيف مجلسًا غير رسمي لوزراء الإسكان، وستجعل الإسكان من أولويات الرئاسة القبرصية، وستستخدم أدوات جديدة لبنك الاستثمار الأوروبي لإقراض مشاريع الإسكان.
المصدر: Philenews
تستطيع الدخول للخبر في الجريدة الرسمية بمجرد الضغط على هذا الرابط:-
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.