الانتعاش الاقتصادي وتحدي الإسكان – الصورة المزدوجة لقبرص
“على الرغم من التقدم الاقتصادي، فإن قضية اجتماعية تهم آلاف الأسر والشباب والعمال تبرز الآن بقوة: أزمة السكن”، كما يشير رئيس جمعية حماية مقترضي البنوك، كوستاس ميلاس.
تتحدث جمعية حماية مقترضي البنوك (SYPRODAT) عن صورة مزدوجة لقبرص مع الانتعاش الاقتصادي من ناحية والتحدي السكني من ناحية أخرى.
منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية عام 2012 وحتى اليوم، نجحت قبرص في تحقيق مسارٍ مُبهر من التعافي والنمو. وفي السنوات الأخيرة، شهدت زيادةً مطردةً في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزز النشاط التجاري، وانخفضت البطالة، وارتقى الاقتصاد القبرصي على المستويين الأوروبي والدولي.
وتُعدّ السياحة والخدمات والتكنولوجيا والبناء محركاتٍ رئيسيةً لهذا المسار الإيجابي، مما يُبعث على التفاؤل بمستقبل البلاد، كما يُشير رئيس الجمعية، كوستاس ميلاس.
ومع ذلك، يضيف: “رغم التقدم الاقتصادي، تبرز الآن بقوة قضية اجتماعية تُقلق آلاف العائلات والشباب والعمال: أزمة السكن.
ارتفعت أسعار شراء وإيجار العقارات بشكل ملحوظ، لدرجة أن اقتناء أو حتى استئجار منزل يُمثل تحديًا حقيقيًا لشريحة كبيرة من السكان.
ولا يقتصر تأثير نقص فرص الحصول على مساكن بأسعار معقولة على الفئات الضعيفة اجتماعيًا فحسب، بل يمتد الآن إلى الطبقة المتوسطة، مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة واستقرار الأسرة والنمو الديموغرافي”.
وبحسب الجمعية، تتفاقم المشكلة بسبب ارتفاع تكاليف البناء، وتأخر إصدار تراخيص المشاريع الجديدة، وغياب سياسات إسكان شاملة. وأكدت أن “أزمة السكن ليست اقتصادية فحسب، بل اجتماعية وتنموية أيضًا”.
لكي يُعتبر الانتعاش الاقتصادي مستدامًا وعميقًا، يجب أن يقترن بالتوازن الاجتماعي والعدالة.
لا يُمكن قياس التنمية بالأرقام فحسب، بل بقدرة المواطنين على العيش بكرامة في مكانهم، وتكوين أسرة، والحصول على مساكن عالية الجودة وبأسعار معقولة.
يُمكن لقبرص أن تتقدم بديناميكية نحو المستقبل – طالما أن التنمية مصحوبة بالمسؤولية الاجتماعية والمساواة وإتاحة آفاق رحبة للجميع، كما اختتم.
المصدر: politis.com.cy
تستطيع الدخول للخبر في الجريدة الرسمية بمجرد الضغط على هذا الرابط:-
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.