سفير الصين لدى قبرص يشدد على ضرورة اغتنام الفرصة لتوثيق العلاقات بين البلدين

قال سفير الصين لدى قبرص ليو يانتاو أنه يتعين على الصين وقبرص اغتنام فرصة الذكرى الخمسين لعلاقاتهما الدبلوماسية لإقامة علاقات استراتيجية أوثق.

اجتمع السفير الصيني يوم الخميس الماضي مع رئيس الجمهورية نيكوس أناستاسياديس لمناقشة الذكرى السنوية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأطلع الرئيس على أن الشركات الصينية والجالية الصينية في قبرص تجمع التبرعات وتقوم بتنظيم فعاليات للمساعدة في إعادة بناء المناطق المنكوبة بالحرائق التي اجتاحت قبرص.

في مقابلة لوكالة الأنباء القبرصية مع السفير يانتاو أشار أيضاً إلى التطورات الأخيرة بشأن المشكلة القبرصية وعبر عن استعداد بكين لمواصلة لعب دور بناء في تسهيل تسوية شاملة وعادلة ودائمة بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة.

يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية قبرص وجمهورية الصين الشعبية بدأت في 14 كانون الأول/ديسمبر 1971. قال السفير إنه خلال اجتماعه مع الرئيس تطرقا إلى العلاقات الدبلوماسية وانعكاساتها على التقدم في العلاقات الثنائية، وتبادلا وجهات النظر حول الذكرى الخمسين والخطط المستقبلية.

قال السفير “منذ أن توليت منصبي كسفير لبلادي لدى قبرص منذ عشرة أشهر وأنا أشعر بشكل متزايد أن تعزيز العلاقات الودية والتعاون بين الصين وقبرص هو إجماع واسع للقادة وجميع القطاعات الاجتماعية في بلدينا”.

وأشار إلى أن “التوجيهات الاستراتيجية للرئيس شي والرئيس أناستاسياديس والالتزام المشترك بالمبادئ والقيم كانت مفتاح نجاح علاقاتنا الثنائية والصداقة الطويلة الأمد”.

تابع السفير قائلاً لقد اتفقا في الاجتماع على أن كلا البلدين “يجب أن يفكر في الحاضر ويتطلع إلى المستقبل ويجب اغتنام فرصة الذكرى الخمسين لعلاقاتنا الدبلوماسية لإقامة علاقات أوثق بطريقة استراتيجية، من خلال تحقيق التآزر في خطط التنمية ونبني سوياً طريق حرير بيئي وصحي ورقمي، وإقامة تآخي بين المدن والمتاحف الشقيقة وتعزيز التبادل والتعاون في جميع المجالات مثل التعليم والثقافة والسياحة والإعلام لما يصب في صالح البلدين والشعبين”.

كما أعرب عن قناعته بأن العلاقات بين الصين وقبرص “سيكون لها مستقبل أكثر إشراقاً”.

قال السفير الصيني عندما طلب منه التعليق على التطورات في فاروشا أن الصين “تتابع عن كثب التطورات في فاروشا وتصر على أن إعلان الرئيس التركي والزعيم القبرصي التركي عن فتح فاروشا هو انتهاك لقرارات مجلس الأمن ويزيد من التوترات وهو أمر غير مناسب وغير بناء على الإطلاق”.

فاروشا هي الجزء المسيج من مدينة فاماغوستا المحتلة، وغالباً ما توصف بأنها “مدينة الأشباح”. يعتبر قرار مجلس الأمن رقم 550 (1984) أن أي محاولات لتسكين أي جزء من فاروشا من قبل أشخاص غير سكانها الشرعيين أمراً غير مقبول ويدعو إلى نقل هذه المنطقة تحت إدارة الأمم المتحدة. كما حث قرار مجلس الأمن الدولي رقم 789 (1992) على توسيع المنطقة الخاضعة حالياً لسيطرة قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص لتشمل فاروشا، وذلك بهدف تنفيذ القرار 550 (1984).

افتتح الجانب التركي في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2020 جزءًا من منطقة فاروشا المسيجة، بعد إعلان صدر في أنقرة في السادس من نفس الشهر. أعرب كل من الأمين العام للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما حيال ذلك، في حين طالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتراجع عن ذلك.

يذكر أن زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار أعلن في تموز/يوليو2021   عن تغير وضع جزء من فاروشا المغلقة وهو مخالف لقرارات الأمم المتحدة.

قال السفير أن كلاً من البيان الرئاسي لمجلس الأمن بشأن فاروشا والقرار الخاص بتجديد مهام قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص يدعوان صراحة الزعيم القبرصي التركي والأتراك إلى الإلغاء الفوري لجميع الإجراءات الأحادية الجانب المتخذة بشأن فاروشا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2020. مضيفاً أن هذا هو موقف الصين الثابت وكذلك تطلعات المجتمع الدولي الأوسع.

ورداً على سؤال حول جهود الصين للشرعية الدولية، أشار السفير إلى أن الصين بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن تتمسك بقوة بقرارات الأمم المتحدة وتؤكد أن قرارات الأمم المتحدة بشأن المشكلة القبرصية يجب أن تُحترم وتُنفذ بالكامل.

أضاف “لقد احتفظت الصين على الدوام بموقف موضوعي وعادل بشأن المشكلة القبرصية ودعمت جميع الجهود التي تبذلها قبرص في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها”.

أكد السفير “لقد لعبنا ونرغب في الاستمرار في لعب دور بناء في تسهيل تسوية شاملة وعادلة ودائمة للمشكلة القبرصية في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

كما أشار يانتاو إلى أن القيادة في الصين وقبرص حافظتا على اتصالات منتظمة فيما يتعلق بالمشكلة القبرصية. أضاف أنه منذ عام 2015 والصين ترسل ضباط شرطة لحفظ السلام للمشاركة في بعثات قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص، الأمر الذي يساهم في السلام والاستقرار في الجزيرة.

وقال “إن الصين تؤكد عل ضرورة احترام المجتمع الدولي سيادة قبرص وسلامتها الإقليمية، ومحاولة تشجيع الأطراف المعنية على تضييق الخلافات من خلال الحوار والتشاور في إطار قرارات مجلس الأمن من أجل اتحاد فيدرالي ثنائي من طائفتين ومنطقتين وتجنب أي أعمال أحادية قد تزيد من التوتر والمواجهة وتقوض الجهود المبذولة لاستئناف المحادثات بشأن القضية القبرصية”.

كما أشار السفير الصيني إلى أن البلدان يحتفلان هذا العام بالذكرى الخمسين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وأشار السفير إلى أن سلسلة من الفعاليات التذكارية تجري على قدم وساق مع تضافر الجهود من كلا الجانبين.

أوضح السفير يانتاو “إن الصين وقبرص عقدتا بشكل مشترك أول منتدى عبر الإنترنت حول تجربة الحوكمة لديهما و50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقبرص. إنه احتفالاً منا بالذكرى الخمسين للعلاقات سيعقد الجانبان أيضاً معرضاً للصور الفوتوغرافية وفيلماً وثائقياً عن الصداقة بين الصين وقبرص، ويصدران شعاراً لهذه المناسبة الخاصة بالإضافة إلى حفل إنارة.

وفقاً للسفير يانتاو سيعمل الجانبان أيضاً على تعزيز الترويج لقبرص في الصين من خلال مشاركة قبرص في معرض الصين الدولي الرابع للاستيراد، من خلال أول معرض وطني على الإنترنت على الإطلاق وكذلك العمل على تعميق التعاون العملي في مختلف المجالات في إطار “الحزام والطريق”، وتعزيز التعاون بين الحكومات المحلية والصداقة بين الشعبين من خلال إقامة المزيد من تآخي المدن وإطلاق برامج تعليمية مشتركة وما إلى ذلك.

أعرب السفير “يسعدني للغاية أن أرى أن جميع القطاعات الاجتماعية في الصين وقبرص تشارك بنشاط في تنظيم هذه الفعاليات وتساهم بحكمتها وجهودها في تلخيص 50 عاماً من نجاح الصداقة بين الصين وقبرص، والتخطيط لتنمية علاقاتنا الثنائية المستقبلية”. 

وفيما يتعلق بفيروس كورونا علق السفير على تقييم صدر مؤخراً عن الاستخبارات الأمريكية قائلاً إنه “تقرير سياسي يتعارض مع العلم، وهو تقرير كبش فداء يبعد المسؤولية عن الاستجابة الأمريكية الفاشلة للوباء وأنه لا أساس علمي له ويشوه الصين بأدلة ملفقة”.

واستطرد قائلاً إن هذا التقييم هو “دليل آخر على كيفية سعي الولايات المتحدة لتضليل وخداع المجتمع الدولي، تماماً مثل الكذبة التي نشرتها بزعم امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل باستخدام كيس من” مسحوق الغسيل”.

قال السفير إنه منذ تفشي الوباء تصرفت بلاده وفقاً لمبادئ العلم والانفتاح والشفافية، وشاركت في بيانات تسلسل الجينات وقدمت المساعدة لجهود مكافحة الوباء في جميع أنحاء العالم.

واستطرد قائلاً إن الصين ملتزمة بالتعاون الدولي في مكافحة الفيروس وكذلك دراسة تتبع المنشأ المستندة إلى العلم، وترفض النهج الخاطئ لتسييس الجهود على هاتين الجبهتين.

أضاف أن 80 دولة حتى الآم أرسلت إلى منظمة الصحة العالمية دعماً لدراسات تتبع المنشأ على نطاق عالمي، معارضة الاستنتاجات المسيسة في تتبع المنشأ.   

أشار السفير يانتاو إلى أنه منذ بدء تفشي الفيروس استمرت الصين وقبرص متضامنتين وحافظتا على تعاون وثيق في التبرع بالإمدادات الطبية، وتبادل الخبرات في مكافحة الوباء وتعزيز برامج التطعيم وتعزيز تنقل الأفراد والعلاقات التجارية بين البلدين وكذلك بين الصين وأوروبا.

واختتم السفير حديثه قائلاً “نأمل أن يحافظ بلدينا على الزخم الجيد للتعاون وأن يساهما بشكل أكبر في المعركة العالمية ضد فيروس كورونا”.

المصدر: وكالة الانباء القبرصية
مشاركة:

يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *