وزير خارجية قبرص بعد اجتماعه مع نظيره المصري: العلاقات الثنائية بين قبرص ومصر وصلت إلى أعلى مستوياتها على الاطلاق
قال وزير الخارجية القبرصي نيكوس خريستودوليدس عقب المشاورات التي أجراها مع وزير الخارجية المصري سامح شكري في نيقوسيا، إن العلاقات الثنائية بين قبرص ومصر وصلت الآن إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
أتاح الاجتماع بين وزيري الخارجية اليوم الثلاثاء فرصة ممتازة لإجراء مناقشة متعمقة حول الشراكات الثنائية والثلاثية والإقليمية وبحسب قوله “تزداد قوة لصالح شعوبنا ومنطقتنا بأسرها”. وأشار خريستودوليديس إلى أنهما استعرضا النطاق الكامل للتعاون بينهما وتبادلا وجهات النظر حول الخطوات المقبلة التي تنتظرنا من خلال الجهود المبذولة لبناء مستقبل آمن ومزدهر يسوده السلام للأجيال القادمة.
أضاف أنهما استعرضا أيضاً التقدم المحرز على أساس ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الحكومي الذي عقد بين قبرص ومصر في القاهرة في أيلول/سبتمبر الماضي بحضور رئيسي البلدين. كما أنهما في الوقت نفسه تابعا عدداً من القضايا وتنفيذ خارطة الطريق التي ستقود إلى الاجتماع الثاني بين البلدين والمتوقع عقده في خريف العام المقبل.
قال الوزير خريستودوليديس أيضاً إنهما وقعا مذكرة تفاهم بشأن التعاون بين الأكاديمية الدبلوماسية القبرصية التي أنشئت مؤخراً ومعهد الدراسات الدبلوماسية في مصر.
كما قام الوزيران بتقييم الاجتماعات الثلاثية والرباعية الأخيرة في أثينا مع اليونان وفرنسا.
قال الوزير القبرصي “لقد أشرنا بارتياح إلى الطبيعة الاستراتيجية التي فرضتها هذه التشكيلات والتي – هي دائماً على أساس أجندة إيجابية، وكذلك إلى قيمتها المضافة نحو مساعينا وتطلعاتنا المشتركة لشرق المتوسط والمنطقة الأوسع. وقال إنه إدراكاً لإمكانياتها الهائلة، استكشفنا وناقشنا الخطوات التالية المحتملة على طول مسار تعزيزها.
وأضاف أنهما تبادلا أيضاً وجهات النظر حول عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في ليبيا قبل الانتخابات المقبلة المقررة، وآخر التطورات في شرق المتوسط.
تابع خريستودوليديس قائلاً “لقد سلطت الضوء من جانبي على قلقنا العميق بشأن سياسة تركيا الخارجية المزعزعة للاستقرار والتي يتم تغييرها باضطراد، ويتجلى ذلك بوضوح في نقاط ساخنة مختلفة في المنطقة بأكملها”.
كما أكد خريستودوليديس لنظيره المصري أن قبرص بصفتها أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة جغرافياً، تطمح إلى الاستمرار في العمل كجسر مع الاتحاد الأوروبي، ليس فقط لمصر ولكن للمنطقة بأكملها، مما يؤكد استمرار أهمية المنطقة من منظور بروكسل.
أضاف “سنواصل في الوقت نفسه الدفاع عن حاجة الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون حاضراً ومشاركاً بشكل نشط في هذا الجزء من العالم، والذي هو في النهاية جوار للاتحاد الأوروبي وواحد ممن لهم أهمية جيواستراتيجية كبرى”.
أطلع الوزير القبرصي نظيره المصري على آخر المستجدات المتعلقة بالمشكلة القبرصية، معرباً عن خيبة أمله من الموقف المتعنت للحكومة التركية حيال الجهود الدولية التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل من خلال المفاوضات، من شأنه إعادة توحيد الجزيرة على أساس الإطار المتفق عليه وعلى النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يتماشى مع القانون الدولي والأوروبي.
وأكد مجدداً استعداد الحكومة والتزامها بمواصلة العمل البناء نحو تحقيق هذا الهدف. وقال “إن دعم مصر الثابت لجهودنا في المحافل الدولية والإقليمية مهم للغاية ويحظى بتقدير كبير”.
أشار خريستودوليديس أيضاً إلى أن قبرص ومصر لديهما فهم مشترك بأن الجغرافيا هي القدر الذي لا يمكن تغييره.
اختتم قائلاً “الأمر متروك لنا، في أن تحول دول المنطقة جغرافيتنا إلى نعمة. ويمكنكم التأكد من أننا لن نتعب أبداً من العمل لتحقيق هذا الهدف جنبًا إلى جنب مع جميع الدول التي لديها نفس التفكير المماثل في المنطقة”.
بدوره أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى التاريخ الطويل من العلاقة بين شعب قبرص ومصر، وهي علاقة سوية قائمة على مبادئ المصلحة المتبادلة والتعاون والاحترام المتبادل.
قال شكري إنه نقل إلى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس الأهمية التي يوليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للعلاقة المصرية القبرصية، ونقل إليه دعوة للمشاركة في منتدى شباب العالم القادم بشرم الشيخ.
وأشار إلى أن الحكومتين لا تفوتان فرصة للتفاعل ومعرفة كيفية تعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في منطقة شرق المتوسط بالشراكة مع شركائهما في المنطقة والاتحاد الأوروبي.
أضاف أنه ناقش مع نظيره القبرصي سبل إيجاد مجالات جديدة للتعاون، وإمكانية عقد مجلس رجال الأعمال قريباً واستكشاف الفرص الاقتصادية والاستفادة الكاملة من الموارد الطبيعية للبلدين في سياق التعاون في منتدى غاز شرق المتوسط.
قال الوزير شكري أيضاً “يعد التعاون في مجال الطاقة أمراً مهماً، نظراً لحاجتنا إلى الاستفادة الكاملة من مواردنا لتحقيق المصلحة القصوى لشعبينا، ونعتقد أن منتدى غاز شرق المتوسط هو المكان المناسب الذي يجمع دول المنطقة على أساس التعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل وهو ما ينبغي أن يكون أساساً نحتاج إلى تعزيزه”.
أضاف أنه بحث مع الوزير خريستودوليديس تعاون البلدين في المنظمات الدولية وتفاهمهما السياسي بشأن القضايا الإقليمية، وكذلك التنفيذ الأفضل للاتفاقيات الموقعة بينهما.
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية قال إنه من المهم مواصلة الجهود لحل القضية على أساس قرارات مجلس الأمن وعلى أساس المفاوضات. كما رحب بالمرونة والتوافق اللذين أبدتهما حكومة قبرص في هذا الصدد.
أضاف أنه يجب مواجهة التحديات في المنطقة من خلال الالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي فيما يتعلق بوحدة أراضي دول المنطقة وسيادتها وعدم القيام بالسياسات التوسعية وتجنب الأنشطة العدوانية.
وحول القضية الفلسطينية شدد على أهمية القرار على اساس حل الدولتين. كما أشار إلى أهمية الانتخابات في ليبيا وضرورة القضاء على الإرهاب في العديد من دول المنطقة. وأشار إلى التعاون مع الدول العربية الأخرى وكذلك مع قبرص من أجل استقرار وأمن المنطقة.
قال الوزير شكري أيضاً إن مصر أثبتت في السنوات الماضية أنها مشارك مسؤول وشريك يمكن الاعتماد عليه ويلبي التوقعات في مجالات مثل إدارة الهجرة غير الشرعية والاقتصاد والبنية التحتية وحماية حقوق الإنسان الأساسية.
كما أشاد شكري بالدور الذي تلعبه قبرص في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي من خلال نقل وجهة نظرهم والظروف التي تواجه المنطقة.
اختتم الوزير شكري قائلاً “إننا نقدر بشدة العلاقة القائمة بين مصر وقبرص، ونحن ننظر إليها كمثال لما يمكن تحقيقه من خلال العلاقات المثمرة والصادقة، ونتطلع إلى استمرار هذه العلاقة الطويلة الأمد والودية والدافئة والمثمرة لسنوات عديدة قادمة”.
المصدر: وكالة الانباء القبرصية
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.