قبرص تتجنب إنشاء ممر للمساعدات الإنسانية في اجتماع وزير الخارجية الفلسطيني

وحذر وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس من “عواقب كارثية” إذا قامت إسرائيل بأي تحركات في رفح، فيما شدد على أهمية وصول المساعدات إلى غزة، وذلك خلال لقاء مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي.

وكان المالكي يقوم بزيارة رسمية لقبرص لعقد اجتماع ثنائي مع كومبوس في وزارة الخارجية. كما التقى بالرئيس نيكوس خريستودوليدس.

لقد حذفت تصريحات كومبوس للصحافة بعد محادثاتهما بعناية مصطلح “ممر المساعدات الإنسانية” على الرغم من مدى ترويج قبرص لمبادرتها الخاصة لإرسال المساعدات من لارنكا إلى غزة عبر البحر.

ولم تخف فلسطين حقيقة أنها تخشى أن تستغل إسرائيل هذا الممر لتهجير الفلسطينيين في غزة.

وبدلا من ذلك، أشار كومبوس فقط إلى “أهمية توصيل المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة”، وشدد على أن “قبرص ترفض، بعبارات مطلقة، تهجير الفلسطينيين من غزة”.

“هذه الحرب لا تشبه أي شيء آخر”

وقال المالكي إن الأربعاء يصادف مرور 131 يوما على الحرب التي تجاوز فيها عدد القتلى 28 ألف قتيل ونحو 70 ألف جريح.

وأوضح أن غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأضاف المالكي أن “دمار غزة لا يقارن بأي حرب في أي مكان وفي أي وقت في التاريخ.

إن عدد القنابل التي تم إسقاطها على غزة خلال أربعة أشهر يفوق أي عدد من القنابل يتم إسقاطها في أي مكان آخر.

وقال أيضا إن المطلوب “هو الوقوف والوقوف على قدر المسؤولية والتحرك حتى تنتهي هذه الكارثة”.

وأشار إلى أن 28 ألف قتيل من الأبرياء أكثر من كافية و”لا يمكننا الانتظار حتى يتضاعف العدد أو يتضاعف ثلاث مرات”.

وشدد على أنه واجب جماعي “التحرك بسرعة لإنهاء هذا الوضع”.

وأكد المالكي أن قبرص، باعتبارها دولة ذات سيادة وعضو في الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، “تبذل قصارى جهدها”.

مخاوف من تداعيات عالمية

وتحدث كومبوس عن المساهمة المالية القبرصية البالغة 1.1 مليون يورو و10 أطنان من المساعدات الطبية لقطاع غزة في الأسابيع القليلة الماضية.

كانت هذه إشارة غير مسماة إلى سفينة RFA Lyme Bay البريطانية، والتي تم الإشادة بها باعتبارها إطلاق الممر الإنساني البحري لقبرص.

لكن الطموح فشل ، حيث لم تتمكن السفينة من الرسو في إسرائيل لمدة أسبوعين وتوجهت في النهاية إلى بورسعيد مع بقية المساعدات الدولية.

وشدد كومبوس على أن الوزيرين “يتفقان على أن الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة تتطلب تدفقا متزايدا للمساعدات دون عوائق”.

وأكد وزير الخارجية القبرصي أن هذه هي المرة الخامسة التي يلتقي فيها بالمالكي خلال الأشهر الستة الماضية ، حيث “كانت التطورات في الشرق الأوسط هيمنت على المناقشات”.

ووصف الوضع المتكشف بأنه “ليس مجرد فصل آخر من الصراع الطويل الأمد.

وبدلا من ذلك، فإننا نشهد سلسلة من الأحداث التحويلية التي لها آثار إقليمية وعالمية أيضا.

قبرص تدعو إلى ضبط النفس

شارك كومبوس أربع نقاط في محاولة لتوضيح “النهج المتسق” لقبرص حيث حدد أنه يجب حماية واحترام جميع المدنيين والبنية التحتية المدنية بشكل كامل بما يتماشى مع القانون الدولي.

“نظراً لخطورة الوضع على الأرض، فإننا نردد الدعوات المتعددة لضبط النفس والحفاظ على قدسية الحياة.

وأي تحرك في رفح التي تستضيف 1.4 مليون نسمة، معظمهم من النازحين، ستكون له عواقب كارثية لا رجعة فيها”.

النقطة الثانية التي سعى كومبوس إلى طرحها هي أن إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور أمر أساسي لإنهاء الصراع.

وأعرب عن أمله في أن تنجح المفاوضات الجارية.

ومن المهم أيضًا أن نتذكر أن حماس، وهي جماعة إرهابية، لا تمثل الشعب الفلسطيني. وشدد كومبوس على أن أفعالهم يوم 7 أكتوبر مدانة دون تحفظ ولا يمكن ربطها بأي حال من الأحوال بقضية تقرير المصير الفلسطيني.

إدانة عنف المستوطنين

وأعربت نقطته الثالثة عن قلق قبرص من احتمال انتشار الصراع إلى مناطق أخرى، الأمر الذي قد يؤدي إلى امتداده إلى المنطقة بعواقب غير مسبوقة.

“إننا ندين استمرار عنف المستوطنين في الضفة الغربية، والذي يقوض احتمالات التوصل إلى وسيلة دبلوماسية قابلة للحياة للخروج من الأزمة”.

رابعا، أكد كومبوس أن السبيل الوحيد المستدام للمضي قدما هو إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وإعادة ظهور الأفق السياسي، على أساس حل الدولتين، بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وشددت قبرص مرارا وتكرارا على أن الممر الإنساني لن يكون سوى سفينة في اتجاه واحد لإرسال المساعدات.

وقالت مصادر مؤخرًا لصحيفة قبرص ميل إنه على الرغم من مخاوف السلطة الفلسطينية بشأن الممر الإنساني البحري الذي تم الترويج له كثيرًا، فإن الحكومة تهدف إلى المضي قدمًا في الفكرة بغض النظر .

وفي الشهر الماضي، أفسد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون طموحات إنشاء ممر إنساني بحري لقبرص، بعد أن قال أمام مجلس اللوردات إن “أفضل طريقة لإيصال المساعدات إلى غزة هي عبر الشاحنات”.

وقال للنواب إن إمداد غزة بالمساعدات عبر الشاطئ هو “خيار صعب للغاية”.

المصدر: Cyprus mail
تستطيع الدخول للخبر في الجريدة الرسمية بمجرد الضغط على هذا الرابط:-

https://cyprus-mail.com/2024/02/14/cyprus-avoids-humanitarian-aid-corridor-in-palestinian-fm-meeting/

مشاركة:

يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.

مقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *