وزير الخارجية المصري: ندعم حل المشكلة القبرصية على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن
رسالة السيسي لخريستودوليديس عبر وزير الخارجية عبد العاطي – التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والتجارة والاستقرار الإقليمي
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الجمعة، في نيقوسيا، دعم مصر الكامل لحل المشكلة القبرصية، بما يتماشى مع القانون الدولي واحترام قرارات مجلس الأمن، لما له من أهمية بالغة لتهدئة التوتر في المنطقة. جاء ذلك في أعقاب محادثات أجراها مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس في وزارة الخارجية.
وأوضح أيضًا أنه كان ينقل رسالة الدعم والتعاون المستمر بين الدولتين نيابة عن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الجمهورية نيكوس خريستودوليديس.
من جانبه، شكر السيد كومبوس السيد عبد العاطي على موقف مصر المبدئي والداعم للقضية القبرصية، مشيراً إلى العلاقات الثنائية الممتازة وضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالفعل بين الدولتين.
وقال السيد كومبوس “أود أن أعرب مرة أخرى عن امتناننا العميق لمصر على موقفها المبدئي ودعمها المبني على القانون الدولي، وأود أن أؤكد لكم أننا لا نزال ملتزمين تمامًا باستئناف المحادثات الموضوعية، في إطار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وقال وزير الخارجية المصري “إننا نشجع بناء جسور التعاون، وتعظيم استخدام الموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط، وتلبية المصالح المحتملة لجميع شعوب المنطقة، على أساس احترام القانون الدولي”.
وأشار الوزيران إلى العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين، مشيرين إلى الروابط التاريخية والثقافية والسياسية، فضلاً عن القيم المشتركة، مثل احترام سيادة القانون والقانون الدولي.
كما شكر كونستانتينوس كومبوس مصر على استجابتها لطلب قبرص خلال الحرائق الأخيرة.
من جانبه، قال بدر عبد العاطي إنه سينقل خلال لقائه مع رئيس الجمهورية نيكوس خريستودوليديس، نيابة عن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، رسالة دعم واستمرار التعاون بين الدولتين.
وأشار إلى الأهمية التي توليها مصر لتعزيز علاقاتها مع قبرص في كافة القطاعات، وخاصة في مجالات الاستثمار والسياحة والتكنولوجيا والطاقة والهجرة وتنمية الأعمال والأمن.
وأشار الوزيران إلى أن اجتماع اليوم هو استمرار للاجتماعات السابقة، ويهدف إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الثلاثي الأخير بين قبرص واليونان ومصر في القاهرة في يناير/كانون الثاني الماضي، والذي وقعت خلاله قبرص ومصر 11 مذكرة تفاهم.
طاقة
وفيما يتعلق بقضايا الطاقة، أكد كومبوس على التعاون الاستراتيجي بين البلدين في هذا القطاع، مشيرا إلى أن وزير البترول المصري موجود أيضا في قبرص، حيث يجري مناقشات مع نظيره وزير الطاقة والتجارة والصناعة جورجي باباناستاسيو.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري أن التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة هو حجر الزاوية في تعاونهما.
وأضاف: “تعمل مصر وقبرص على تعزيز المشاريع المشتركة في مجال الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، مع توسيع نطاق تعاونهما في مجال الكهرباء والربط الكهربائي”.
وأضاف أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود، مشيرا إلى ضرورة عمل الجانبين معا لتطوير البنية التحتية اللازمة لنقل الطاقة من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
زيادة التجارة الثنائية بنسبة 130٪
وفي معرض حديثه عن العلاقات بين البلدين، أشار السيد كومبوس إلى أن حجم التجارة الثنائية قد ارتفع بنحو 130% خلال السنوات الأربع الماضية، “ولكن هذا ليس كافيًا”، كما أشار، مشيرًا إلى أن هناك إمكانات كبيرة.
وأضاف أنه تم الاتفاق على وضع خطة عمل للتنفيذ الكامل والسريع لما تم الاتفاق عليه.
اتفاقية ثنائية بشأن العمل
كما أشار السيد عبد العاطي إلى الاتفاقية الثنائية لاستقدام العمالة إلى قبرص من مصر، مؤكدًا أهميتها، واصفًا إياها بنموذج يُحقق مصالح الطرفين.
وأضاف: “لدينا قوة عاملة ماهرة، ويمكننا تقديم دعم كبير لقبرص في قطاعات مثل البناء والفنادق والقطاع الزراعي”.
القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة
ناقش الوزيران أيضًا القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة. ووفقًا للسيد كوبوس، فقد ناقشا الوضع في غزة وليبيا والسودان وسوريا.
وقال: “نحن متفقون تمامًا، ونسعى جاهدين لضمان مساهمتنا بشكل هادف وإيجابي في التخفيف من حدة الوضع الصعب للغاية الذي نواجهه في هذا الجزء من العالم”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري أن البلدين يتشاركان رؤية مشتركة، قائمة على تعاونهما وتنسيقهما المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
واستذكر تولي قبرص رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في يناير 2026، مشيرًا إلى اعتمادهم على قبرص في دعم الأجندة المصرية.
وأشار أيضاً إلى القمة المصرية الأوروبية المقبلة في بروكسل هذا العام، مشيراً إلى أنهم يتطلعون إلى مزيد من بناء التفاهم البناء، بدعم كامل من قبرص.
وأضاف أنهما ناقشا الوضع في سوريا ولبنان. وأكد أن مصر تدين انتهاكات إسرائيل لسلامة أراضي الدولتين وسيادتهما.
المساعدات الإنسانية في غزة
وفي الختام دعا الوزيران إلى وقف إطلاق النار وعودة المختطفين إلى غزة، بالإضافة إلى ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية.
وقال “نشكر مصر على جهود الوساطة المتواصلة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة مستوى المساعدات الإنسانية التي تصل إلى سكان غزة”.
فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكد السيد كومبوس على ضرورة بذل كل ما في وسعنا لتكامل الجهود.
وأضاف: “تواصل قبرص جهودها في الممر البحري”، في إشارة إلى آخر شحنة مساعدات إنسانية وصلت إلى غزة قبل أيام عبر سفينة “أملثيا”. وتابع: “سنواصل هذا الجهد بالتعاون مع شركائنا الدوليين”.
وعلاوة على ذلك، أكد السيد كومبوس على الموقف المبدئي لجمهورية قبرص، التي “ترفض بشكل مطلق أي تهجير للفلسطينيين من غزة وتدين الجهود غير المقبولة لتوسيع المستوطنات، بما في ذلك المنطقة E1“.
وأضاف أن الحل الوحيد الممكن هو حل الدولتين، في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال: “هذا هو الأفق السياسي الوحيد القابل للتطبيق”.
علاوةً على ذلك، ذكّر بأن جمهورية قبرص تدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل تقرير مصيره، وقد اعترفت بدولة فلسطين منذ 37 عامًا.
وقال: “هذا تذكير مهم ومفيد لكل من يناقش أو يُعلّق على هذه القضية بالغة الأهمية”.
من جانبه، قال بدر عبد العاطي إن ما يحدث على الأرض في غزة، وكذلك في الضفة الغربية، يفوق الخيال.
وأضاف: “هناك إبادة جماعية جارية، وعمليات قتل جماعي للمدنيين، ومجاعة مفتعلة على يد الإسرائيليين، الذين لا يسمحون الآن إلا بكمية ضئيلة جدًا من الطعام والشاحنات بدخول غزة”.
وقال إن هناك حاليًا 6000 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية جاهزة لدخول غزة. وأشار إلى أن معبر رفح يحتاج إلى مرور 700 شاحنة على الأقل يوميًا، بينما تسمح الحكومة الإسرائيلية بمرور ما بين 150 و170 شاحنة فقط.
وفي إشارة إلى محاولة تهجير الفلسطينيين من غزة، قال الوزير المصري: “لن نسمح بحدوث ذلك، لأن التهجير يعني التصفية ونهاية القضية الفلسطينية، ولا يوجد أي أساس قانوني أو أخلاقي لطرد الناس من أرضهم”.
المصدر: politis.com.cy
تستطيع الدخول للخبر في الجريدة الرسمية بمجرد الضغط على هذا الرابط:-
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.