بحضور الرئيس اناستاسياديس قبرص تحتفل بمرور 61 عاماً على استقلالها التسجيل الكامل للعرض العسكري (فيديو وصورة)
تحتفل قبرص اليوم الأول من تشرسن الأول / اكتوبر بذكرى استقلالها الواحد والستين. أُعلنت قبرص جمهورية مستقلة ذات سيادة على خلفية الاتفاقات الموقعة في كل من لندن وزيورخ والتي وضعت نهاية للكفاح الوطني المسلح ضد الحكم الاستعماري البريطاني الذي انطلقت شرارته الأولى في عام 1955 واستمر حتى عام 1959.
لعب موقع قبرص الجغرافي الذي يقع في ملتقى القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا، دوراً كبيراً ومؤثراً في تاريخ قبرص عبر القرون.
يعود تاريخ الجزيرة الذي يعد من الأقدم في المعمورة إلى الألف التاسع قبل الميلاد. كانت قبرص دوماً مطمعاً لقوى أجنبية عديدة سيطرت على المنطقة من وقت لآخر، ومع ذلك فقد نجح القبارصة في المحافظة على هويتهم وخصوصية ثقافتهم في الوقت الذي لم يرفضوا فيه تلك المؤثرات الوافدة بل قدموا مساحات واسعة من التواصل والتفاعل معها.
بعد حصولها على الاستقلال عام 1960 أصبحت قبرص عضواً في منظمة الأمم المتحدة وحرصت في الأعوام التالية لذلك على الانضمام إلى جميع المنظمات والهيئات الدولية التابعة لها. كما انضمت أيضاً إلى منظمة دول الكومنولث والمجلس الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. انضمت قبرص في الأول من ايار/مايو عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي.
أدت بعض البنود التي تضمنتها الاتفاقات الموقعة في لندن وزيورخ والدستور بمرور الوقت إلى أزمة دستورية وصراع داخلي وتدخل أجنبي أثر على الوئام الذي سعى إليه سكان الجزيرة، ومما زاد الأمر سوءً التدخل التركي حيث غزت تركيا في العشرين من تموز / يوليو 1974 الجزيرة منتهكة بذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبادئ الأساسية التي تحكم علاقات الدول بين بعضها، ونتيجة لذلك أصبح 37% من مساحة الجزيرة واقعاً تحت الاحتلال التركي.
بالرغم من الصعوبات العديدة التي نتجت عن الغزو التركي عام 1974 واستمرار الاحتلال التركي للجزء الشمالي من البلاد، تمكنت الجمهورية القبرصية من اتخاذ سياسات اقتصادية ناجحة دفعت باقتصاد البلاد لإحراز الكثير من النجاح، واستطاعت قبرص أن تتحول تدريجياً من بلد يقتصر صادراته على المحاصيل الزراعية والمعدنية خلال الفترة من عام 1960 حتى 1974 إلى مصدر للسلع الصناعية خلال النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، كما
أصبحت مقصداً سياحياً هاماً ومركزاً رئيسياً للخدمات. قبل الأزمة الاقتصادية في عام 2013 سجلت قبرص أداء اقتصادياً مبهراً في النمو الاقتصادي المتواصل وزيادة فرص العمل والقضاء على البطالة.
خلال الأعوام القليلة الماضية برز في قبرص نشاط اقتصادي هام تمثل في قطاع التجارة العابرة وأصبحت البلاد مركزاً دولياً لإدارة الأعمال. تحولت قبرص إلى مركز هام في شرق المتوسط، وأصبحت بمثابة جسر يربط بين دول الاتحاد الأوروبي من ناحية والأسواق الواعدة في الشرق الأوسط من ناحية أخرى. مع الاكتشافات الجديدة لمصادر الطاقة في المتوسط، دخل الاقتصاد القبرصي نقلة جديدة حيث تم اكتشاف حقول الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وهناك مشاريع يتم تنفيذها لاستكشاف المزيد بالتعاون مع الشركات الدولية مثل إيمي الإيطالية وتوتال الفرنسية واكسون موبيل الأمريكية وغيرها.
كما تتعاون قبرص حالياً مع دول المنطقة لتعظيم الفائدة المشتركة من استغلال مصادر الطاقة في شرق المتوسط، في الوقت الذي تحاول فيه تركيا عرقلة هذا التعاون الاقليمي، وتزعم أن لها حقوق في الحقول المكتشفة في قبرص.
قامت الأمم المتحدة بالكثير من المبادرات لحل المشكلة القبرصية وتوحيد أراضي الجزيرة، من خلال عقد العديد من المباحثات والمناقشات منذ عام 1975، إلا أن كل تلك الجهود تحطمت على صخرة التعنت من جانب تركيا، التي تعمل جاهدة على استمرار تقسيم الجزيرة.
كانت آخر المبادرات لاستئناف المفاوضات بهدف إيجاد حل للقضية القبرصية هي محاولة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في عقد اجتماع غير رسمي في جنيف والذي انعقد في 27 وحتى 29 نيسان / أبريل، إلا أنه أعلن بعد ذلك أن الجانبين فشلا في إيجاد أرضية مشتركة كافية تسمح باستئناف المفاوضات الرسمية المتعلقة بتسوية المشكلة القبرصية. وأشار إلى أنه سيعقد في المستقبل القريب اجتماعاً آخراً بهدف التحرك نحو الوصول إلى أرضية مشتركة تسمح ببدء مفاوضات رسمية.
يذكر أن الجانب التركي تراجع عن الاتفاقات السابقة التي ضمتها قرارات الأمم المتحدة بشأن قبرص لحل القضية القبرصية على أساس اتحاد فيدرالي من منطقتين وطائفتين وأصبح يطالب الآن بالدولتين خرقاً لإطار حل القضية كما حددته الأمم المتحدة. ويعرقل الجانب التركي تعيين ممثل للأمين العام حول قبرص لاستئناف المفاوضات.
المصد: وكالات الانباء القبرصضية
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.