صندوق النقد الدولي يشير في تقريره عن قبرص إلى أن شيخوخة السكان تعني زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية
زارت بعثة صندوق النقد الدولي قبرص في الفترة من 17 إلى 28 مارس/آذار لمناقشة آخر التطورات الاقتصادية والآفاق والمخاطر وأولويات السياسات.
وفي يوم الجمعة، قدّم أليكس بينكوفسكي، رئيس بعثة صندوق النقد الدولي، نتائج التقرير، مشيدًا بالإدارة المالية، ومُقدّمًا في الوقت نفسه العديد من التوصيات السياسية.
على مدى السنوات الخمس الماضية، سجل الاقتصاد القبرصي معدل نمو مبهر.
ويُعد هذا إنجازًا بالغ الأهمية بالنظر إلى الصدمات التي أثرت على الاقتصاد. فقد شهدنا جائحة كورونا، وتأثير العقوبات على روسيا، وارتفاع تكلفة المعيشة، كما قال بينكوفسكي.
رغم أن قبرص تشهد أحد أعلى معدلات النمو في منطقة اليورو، مدفوعًا بالاستثمار الأجنبي والسياحة وقطاع التكنولوجيا، فقد لاحظ صندوق النقد الدولي علامات على فرط النشاط الاقتصادي المعتدل.
وذكر التقرير أن التضخم، على الرغم من انخفاضه، لا يزال أعلى من 2% ، مما يشكل مخاطر على الاستقرار الاقتصادي.
ويسلط تقرير صندوق النقد الدولي، الذي نشر على موقعه الإلكتروني ، الضوء على الحاجة إلى الاستمرار في الحكمة المالية، وخاصة فيما يتصل بخفض الدين العام ورواتب موظفي الدولة ، مما يترك مجالا محدودا لزيادة الإنفاق.
ذكرت بعثة صندوق النقد الدولي أنه “ينبغي للسياسة المالية إعطاء الأولوية لخفض الدين.
وبالنظر إلى مخاطر التضخم، ينبغي تجنب اتخاذ تدابير تقديرية جديدة تُخفف من حدة السياسة المالية”.
وأوصت البعثة بأن تهدف السياسة المالية إلى خفض الدين إلى ما دون 60% من الناتج المحلي الإجمالي، مشيرةً إلى أن التزام قبرص بتحقيق فوائض مالية حتى عام 2028 من خلال إطارها المالي متوسط الأجل يتماشى مع هذا الهدف.
كما حذّر صندوق النقد الدولي من أن تزايد الضغوط المالية يستلزم الحفاظ على الحيز المالي بعناية.
وحذر التقرير من أن “شيخوخة السكان ستتطلب زيادة الإنفاق على المعاشات التقاعدية والرعاية الصحية بما يتجاوز الاحتياجات المحتملة الأخرى طويلة الأجل.
ونتيجة لذلك، فإن مجال تخفيف القيود على المدى المتوسط محدود”.
وفيما يتعلق بأجور موظفي الدولة، أوصى تقرير صندوق النقد الدولي بعدم زيادة بدلات غلاء المعيشة أو زيادات جديدة في الأجور لاحتواء فجوة الأجور الكبيرة بالفعل بين القطاعين العام والخاص وتجنب المزيد من الضغوط على نمو الأجور الحقيقية.
كما شدد صندوق النقد الدولي على ضرورة تسريع مشاريع الطاقة الرئيسية والإصلاحات الرامية إلى خفض أسعارها، وتعزيز أمنها، والوفاء بالتزاماتها المناخية.
وسلط الضوء على إنجاز محطة فاسيليكوس للغاز الطبيعي المسال ومشروع الربط البحري الكبير كخطوات حاسمة نحو تحقيق هذه الأهداف، مضيفًا أن فتح سوق الكهرباء أمام منافسة أكبر من شأنه أن يُسهم في خفض التكاليف والانبعاثات من خلال آليات السوق.
عند سؤاله عن جدوى مشروع الربط الكهربائي بين البحر العظيم، أكد بينكوفسكي على ضرورة إجراء تحليل شامل للتكاليف والفوائد نظرًا لارتفاع تكلفته.
ومع ذلك، أشار إلى أن قبرص ينبغي أن تسعى إلى أن تصبح مركزًا للطاقة المتجددة، وأن القرارات ينبغي أن تستند إلى تخطيط استراتيجي طويل الأجل بدلًا من الاعتبارات قصيرة الأجل.
وفيما يتعلق بالقطاع المالي، أشار صندوق النقد الدولي إلى أن ربحية البنوك وصلت إلى مستويات قياسية للعام الثاني على التوالي، في حين ارتفعت مستويات الرسملة وأصبحت من بين الأعلى في أوروبا.
على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، تحسنت جودة الأصول بشكل أكبر مع انخفاض القروض المتعثرة، مدعومةً بنمو اقتصادي قوي. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من اليقظة، بما في ذلك المراقبة الدقيقة لقطاع العقارات، وفقًا للتقرير.
وأخيرًا، أكد صندوق النقد الدولي على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة في إدارة العدالة وتعزيز إنتاجية سوق العمل لضمان نمو اقتصادي طويل الأجل.
وسلط الضوء بشكل خاص على قطاع العدالة، حيث يلزم اتخاذ إجراءات لتعزيز الإطار المؤسسي الذي يحكم إجراءات الإعسار وحقوق الدائنين، بالإضافة إلى تحسين كفاءة المحاكم.
المصدر: In Cyprus
تستطيع الدخول للخبر في الجريدة الرسمية بمجرد الضغط على هذا الرابط:-
https://in-cyprus.philenews.com/insider/cyprus-imf-fiscal-warning/
يرجى ملاحظة أن جميع المواد المعروضة في “موقع فلسطينيو قبرص” محمية بحقوق الطبع والنشر وقوانين الألفية الرقمية لحماية البيانات.